انتاج البطاطا في ولاية الوادي (الجزائر) أكبر منتج بإفريقيا

إنتاج البطاطا في ولاية الوادي (الجزائر) اكبر منتج بإفريقيا

تُعتبر البطاطا إحدى أهم المزروعات في العديد من دول العالم، لما تحمله من عناصر غذائية مهمة، وتعد الجزائر من الدول الرائدة إفريقيا وعربيا في مجال إنتاج البطاطا و سنفدم أهم الأسباب و المميزات التي جعلتها في هذه المكانة المرموقة.

انتاج البطاطا في ولاية الوادي (الجزائر)

انتاج و زراعة البطاطا في الجزائر

من بين أكثر المحاصيل الغذائية استهلاكاً في العالم تقبع البطاطا في مرتبة متقدمة حيث تعدّ أهم الخضروات على الإطلاق و تختص زراعة البطاطا مقارنة بالزراعات الأخرى بتوفير أكبر نسبة من المواد الغذائية في أقل مساحة مزروعة وفي أقصر فترة زمنية باختلاف الظروف .

وتعد البطاطا في الجزائر من أهم المزروعات حيث بلغت المساحات المخصصة لزراعتها خلال الموسم الماضي 180 ألف هكتار على المستوى الوطني ما يجعلها تنافس إنتاج الحبوب، لاسيما بعد ضم مناطق جديدة على غرار تقرت وتمنراست والجلفة حيث يتوقع أن تعرف هذه الأرقام ارتفاعا وتزايدا كبيرا مساحة وإنتاجا، لا سيما مع دخول محيط سهول الولاية الجديدة المنيعة حيز الخدمة، وكذا ولاية عين صالح، فضلا عن محيطات إضافية في ولايات أخرى، ووصل إنتاج هذه المادة 5 مليون طن ( 50 مليون قنطار) وارتفع رقم الإنتاج بالضعف مقارنة بما كان عليه الحال قبل عشر سنوات.

تحتلّ ولاية وادي سوف المركز الأول وطنيا، بنحو 12 مليون قنطار سنويا، وتقدّر المساحة المخصصة لزراعة البطاطا في وادي سوف، ب37 ألف هكتار تليها كل من ولايتي مستغانم وعين الدفلى بإنتاج متقارب بحوالي 5 مليون قنطار سنويا مزروعة في حوالي 16 ألف هكتار في كل ولاية منهما، بينما يعود المركز الرابع لولاية معسكر، التي تنتج نحو مليوني قنطار سنويا على مساحة قدرها 14 ألف هكتار، بينما تحتل ولاية سكيكدة، المركز الخامس وطنيا، بانتاج يناهز ال1.5 مليون قنطار، علما أن المساحة الاجمالية المخصصة لانتاج البطاطا بسكيكدة تقدر بنحو 4 ألاف هكتار، وتختص سكيكدة عموما في إنتاج بذور البطاطا.

وإضافة إلى الولايات الخمس المذكورة، فإن هناك نحو عشرين ولاية أخرى توفر إنتاجا متوسطا، بينما تنتج ولايات أخرى ما يتراوح ما بين ال200 ألف و500 ألف قنطار سنويا.

وصلت البطاطا إلى إفريقيا وقت متأخر ، عند مطلع القرن العشرين تقريباً ، غير أن الإنتاج كان خلال العقود الأخيرة في توسع متواصل، حيث ارتفع من 2 مليون طن في ستينات القرن الماضي إلى نحو 20 مليون طن وتحتل الجزائر ومصر صدارة الدول المنتجة للبطاطا بحوالي 5 مليون طن، وهما البلدان الإفريقيان الوحيدان ضمن قائمة أكبر عشرين منتجا للبطاطا في العالم كما تنتج مالاوي و جنوب إفريقيا كميات معتبرة منها ، وينتج المغرب حوالي مليوني طن سنويا فيما يقدر إنتاج تونس ب 0.4 مليون طن حيث يقدر إنتاج وادي ولاية وادي سوف لوحدها 1.2 مليون طن متفوقة بثلاث مرات على إنتاج تونس .

احصائيات زراعة البطاطا في الجزائر

إليك أهم المعلومات عن زراعة البطاطا في الجزائر

• المساحة المزروعة بالبطاطا في الجزائر 180 ألف هكتار.
• انتاج الجزائر السنوي 50 مليون قنطار ( 5 مليون طن).
• ولاية الوادي في الصدارة ب12 مليون قنطار.
• تليها مستغانم و عين دفلى 5 مليون قنطار لكل ولاية، ثم معسكر 2 مليون قنطار.
• البطاطا تزرع في 38 ولاية بعدما كانت 8 ولايات فقط قبل عشر سنوات.
• مصر و الجزائر رائدتي الإنتاج في افريقيا تليهما جنوب أفريقيا و مالاوي و المغرب.
• انتاج ولاية الوادي اكبر بثلاث مرات من انتاج دولة تونس.

بداية زراعة البطاطا في الوادي

بدأت زراعة البطاطا في ولاية الوادي سنة 1990 بمجهودات فردية لبعض الفلاحين من منطقة قمار إلى حين 1996 التي تعتبر نقطة انطلاق زراعة البطاطا في المنطقة، حيث بدأ التطور الحقيقي لها أثناء حملة 1997 الى 1998 وتوسعت زراعتها بشكل سريع .

تطور مساحة ومنتوج نبات البطاطا بالمنطقة ( 2013 و DSA) إلى أن احتلت الولاية المرتبة الأولى وطنيا سنة 2012. وساهمت سنة 2013 بنسبة 24% من الإنتاج الوطني تليها عين الدفلة بـ 15% ثم مستغانم ومعسكر بنسبة 14% ، وقد احتلت المرتبة الثانية بعد ولاية بسكرة في قيمة الإنتاج الزراعي تليها ولاية بومرداس ثم ولاية باتنة في حين أن بلدية حاسي خليفة من ولاية الوادي تصدرت العشر بلديات الأولى في قيمة الإنتاج الزراعي.

إنتاج البطاطا المقدر بـ 2693600 قنطار وطنيا تليها بلدية ورماس ولاية الوادي بإنتاج قدر بـ 1924300 قنطار ثم الهمادنة (ولاية غليزان) بإنتاج قدر بـ 1836300 قنطار علما أن 136 بلدية من أصل 1086 بلدية تساهم في توفير 80 % من الإنتاج الوطني (2013 ,Campagne agricole).

ومن أهم الأصناف المزروعة بالمنطقة (سبونتا ، كيرودا، بارتينا، كوندور، قابيلة، كاردينا) ويرجع نجاح زراعة البطاطا في المنطقة إلى عدة عوامل طبيعية واقتصادية نذكر منها:

• توفر التربة و الأراضي الرملية الصالحة لزراعة البطاطا بالتحسين.
• توفر مصادر مياه السقي و سهولة استغلال مياه الطبقة السطحية.
• العوامل المناخية الملائمة .
• قناعة و إرادة المواطن بأهمية الاستثمار في هذا النوع.
• توفر البذور.
• توفر اليد العاملة المؤهلة.
• تدخل و دعم القطاع العمومي لاقتناء عوامل الإنتاج (الأسمدة وشبكة السقي…).
• توزيع الأراضي في إطار الاستصلاح.
• إنجاز مسالك فلاحية لفك العزلة و توفير الكهرباء.
• الميزات التنافسية عالية في الأسواق.
• المردودية الرفيعة و نوعية الإنتاج الجيد.

كيف أصبحت الجزائر من خلال ولاية الوادي أكبر منتج للبطاطا في أفريقيا؟

300 كيلومتر مربع مزروعة حاليا من البطاطا في ولاية وادي سوف، أي 30 ألف هكتار، التي تعادل تقريبا مساحة ولاية الجزائر العاصمة، بدأ الجني المبكر قبل أيام، فانخفضت أسعار البطاطا بثلاثين دينارًا اليوم، في انتظار نهاية الموسم بالوصول إلى 12 مليون قنطار.

لم تعرف ولاية الوادي شيئًا اسمه زراعة البطاطا، قبل أن يجربها أحد الفلاحين بمنطقة ڨمار بداية التسعينات، ومع أن الانطلاقة الفعلية لم تكن سوى خريف 1997 إلا أن الوادي بسواعد فلاحيها الأشاوس حققت معجزة في ظرف سنوات قليلة من بدء الانتاج.

إذ كما هو معلوم تحتل الصدارة وطنيا منذ سنوات، بفارق شاسع عن ولاية عين الدفلى ومستغانم ( تنتج كل ولاية 5 مليون قنطار)، حتى أن ما تحققه الولاية رقم 39 أكبر مما تنتجه الشقيقة تونس 3 مرات!!

وبفضل خيرات أراضيها الصحراوية صارت الجزائر موسم 2020 رائدة في الإنتاج الأفريقي للبطاطا، حيث لا يعرف كثيرون أن بلادنا هي متصدرة الدول الإفريقية والعربية وفق أرقام مكتب مُنظمة الأمن الغذائي في افريقيا.

ما حققته هذه الولاية الرائدة في ظرف عشريتين إذ تمول الجزائر بـ 50 بالمئة من البطاطا، مساهمة في مضاعفة الإنتاج الوطني 10 مرات خلال عقد واحد، كما تنتج 4 ملايين قنطار طماطم، مع مرتبة أولى في إنتاج الفول السوداني وثانية في الثوم والتمر يجعلها مفخرة للوطن، ونموذج للاقتداء من قبل الولايات الأخرى، فكل فلاح هو قصة نجاح، قصة كفاح، قصة انتصار على أطنان من كثبان الرمال وقصة خدمة للبلاد والعباد، ناهيك عن نجاحات أخرى في التصدير، إذ هناك مؤسسة فلاحية واحدة حققت العام الماضي مداخيل تقدر بـ 2.5 مليون دولار.

لقد أذاق المحتكرون والمضاربون سكان المنطقة الويلات لمجرد أن إنتاج الوادي انقطع لفترة قصيرة، فاشتروا البطاطا بأرقام فلكية، هذا و دون أن ننسى الطماطم.

والحقيقة وفق ما يتضح، أنه دون استيراد ودون إغراق السوق بما يربك حسابات فلاحي ولاية الوادي التي خسرت من المساحة الزراعية للبطاطا 7 آلاف هكتار مقارنة بالموسم الماضي- أن رجالها قادرون على تلبية إحتياجات الجزائريين وبالفائض، فهم من جعلوا البلد منتجًا ضخمًا للبطاطا في العالم ومن غير المعقول أن يفشل الرقم 15 عالميا من حيث الإنتاج في تلبية حاجيات البلد 32 من حيث عدد السكان.

نأمل أن ينجح الفلاحون أنفسهم في تنظيم الأسعار وإعادتها إلى طبيعتها دون أن يتضرروا فانهيارها سيكون ضربة قوية لهم في صالح المضاربين والمحتكرين.